رد جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" على تصريح سفير إيران لدى لبنان مجتبى اماني، وقال في بيان: "أطل علينا سفير إيران مجتبى أماني مطلقًا سلسلة مواقف من الحوادث الأخيرة والتطورات السياسية في لبنان، وهي مواقف غير مرحّب بها بالشكل والمضمون وحملت مجموعة مغالطات وادعاءات لربما أراد إطلاقها بهدف القول إن دولته لا زالت موجودة في المعادلة اللبنانية وبقوّة، الأمر الذي يُظهر عكس ذلك نظراً لتراجع نفوذ ما يسمى بمحور "الممانعة" في المنطقة ولبنان".
وذكر أنّ "بعض مواقف أماني لا بد من التطرّق إليها وتوضيح بعض نقاطها خاصة بما يتعلّق برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئاسة الجمهورية اللبنانية وبدور "الممانعة" في الانتخابات الأخيرة، كما أنه من المهمّ تذكير أماني ومن يقف خلفه ببنود اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل".
وأضاف جهاز العلاقات الخارجية في القوات "اعتبر أماني، "أن الأميركيين والاسرائيليين كانوا يسعون الى ايصال سمير جعجع رئيساً"، وأمام هلوساته هذه أصبح من الواضح لنا وللشعب اللبناني أن "عقدة" سمير جعجع يستمدّها البعض في الداخل اللبناني منكم... فيا أماني، سمير جعجع لم يكن مرشحًا لرئاسة الجمهورية في لبنان وإن أراد ذلك، كان ليكون مرشح "القوات اللبنانية" وباقي الكُتل النيابية اللبنانية المؤمنة بتولي جعجع الرئاسة وليس أحداً آخر. فبمجرّد كلام سمير جعجع في إحدى اطلالته الإعلامية عن "اذا توفرّ العدد المقبول من النواب التي قد تؤيد ترشيحه للرئاسة، أنه قد يُبحث مصير هذا الترشيح"، بدأت أقلام "الممانعة" في لبنان وتصاريح بعض قياداتها بحملات مضادة لهذا الترشيح الذي لم يحصل أصلاً، هذا وأن دلّ على شيء فهو على معارضتكم وحلفائكم في لبنان لنهج جعجع الذي يُعتبر رأس حربة في تحقيق مشروع الدولة في لبنان مقابل مشروع الدويلة الذي دعمتموه طيلة العقود المنصرمة والذي أثبت فشله في تقديم نموذج قابل للحياة".
وتابع "اعتبر أماني، أن الرئيس جوزاف عون ولولا داعمو المقاومة في لبنان لما كان أصبح رئيساً وأنهم تفاوضوا معه وحصلوا منه على ضمانات في إعادة الاعمار وانسحاب إسرائيل من الجنوب... في هذا الأمر يهمّنا أن نذكر السيّد أماني وحلفاؤه والشعب اللبناني، أن حزب الله وحركة أمل وكل من يدور في فلك "الثنائي" من نواب ما كانوا من المؤيدين لعون في الرئاسة وهذا أمر واضح في تصاريحهم واعلامهم. ولكن الأمر تبدّل في لحظة من الضغط المحليّ الكبير التي اظهرته نتائج الدورة الأولى من جلسة الانتخاب حيث حصل عون على 71 صوت اي أكثر من نصف عدد مقاعد المجلس بسبعة أصوات ومن دون حزب الله وحركة أمل وحلفائهم، الأمر الذي يمكن اعتباره انتصاراً بأكثرية واضحة لرئاسة عون. وهو أمر من الصعب تخطيه نظراً لما حملته هذه الأصوات من إجماع وطنيّ. كما أن الضغط الدولي والعربي لعب دوراً كبيراً لصالح عون، الأمر الذي لا يمكن تجاوزه بسهولة في لحظة سياسية حساسة، فما كان أمام فريق الممانعة سوى السير بالاقتراع لصالح عون".
وقال حزب القوات "يعتبر أماني في معرض حديثه ايضاً، أن " المقاومة وحزب الله وحركة أمل وعدداً من ممثلي السنة والمسيحيين يعتبرون المقاومة شرطاً لبقاء لبنان. وخاصة مع الأحداث التي جرت في سوريا، فإننا ندرك أنهم لا يستطيعون القضاء على المقاومة." وأمام هذه النقطة وحولها تكمن المشكلة الرئيسية والسبب الأساسي لما حلّ بلبنان من دمار وخراب ونزوح في الحرب الأخيرة. إننا نذكر السيد أماني أن من جلب كل هذا الدمار والخراب هي خياراتكم ونهجكم ومقاومتكم التي وإن استمرّت كان للبنان أن يزول لا أن يبقى. إن مشروع ايران أتى بالويلات على الشعب اللبناني وفوق كل ذلك هناك إتفاق وترتيبات بين لبنان وإسرائيل وقّعت عليها الحكومة اللبنانية المكوّنة بشكل أساسي من حزب الله وفريق الممانعة في لبنان، عليكم احترامها وعلى حلفائكم الالتزام بها وبحرفيّتها لناحية التخلّي عن السلاح كلياً وتفكيك كل البنى العسكرية، الأمر الذي نقرأه بشكل واضح في نص الاتفاق، في منطقة جنوب الليطاني وكل لبنان. كما على حلفائكم الالتزام بكل القرارات الدولية 1559- 1680 - 1701 المُكملة للاتفاق".
وسأل السفير الإيراني: "هل قرأتم أو سمعتم خطاب قسم الرئيس اللبناني الجديد؟ اقرأوه جيداً وانتبهوا لما قد تدلون به للإعلام في المستقبل عن لبنان، وكلامكم كناية عن تقرير استخباراتي ركيك ليس إلا".